[ad_1]
قال الراوي :
يا ساده يا كرام .. صلوا على خير الأنام …
… بعدما عادت المياه إلى مجاريها .. بين شهرزاد .. وفارس الأحلام .. شهريار .. وفي الليله الثانيه :
.. قالت شهرزاد :
.. شف يا شهريار ..
يجب عليك أن ( تتعصرن ) .. أي أن تصبح ( عصريا ) .. أي أن تتلبرل .. أي أن تتعلمن وتتمقرط .. وأن ترمي وراء ظهرك .. كل تراثك .. ومفاهيمك الباليه … حتى ( أحبك ) .. يا بعد عمري …. وإلا سأقلب عاليها سافلها … إنطلاقا من نظرية الحب الخالد التي تقول :
( ومن الحب ما قتل ) …. حيث أجعلها :
( الحب من غير فلوس .. مثل أذى الناموس ) …
وأعرف بأنه لن يهون عليك .. هدم هذه النظريه التي أطلقها ورسخها .. عالم الإجتماعيات البروفيسور … توني إبن الصايع …
شهريار : أرجوك لا لا … ما ( عشمت ) أن تعودي لي يا حبي .. ومانيب ناقص ( لوعه وفراق ) .. فما عليك إلا أن تأمري .. وعلي التنفيذ ..
شهرزاد : نعم … لا بد لك .. بأن تصبح شيئا ما .. أي شخصيه مشهوره .. لها وزنها ..
شهريار : كيف ذلك ؟؟
شهرزاد : عليك أن تخوض غمار السياسه .. وتصبح زعيما سياسيا .. يشار إليه بالبنان .. صورك تنتشر في الصحف .. و ( تتشدق ) بالسياسه في بعض الفضائحيات .. وتنــظـّر في القضايا السياسه والإقتصاديه .. ولا بأس أن تمط شفتاك بعلم الفلك .. وتنتقد على خفيف نظرية النسبيه لــ( أنشتاين )
وأن تدعي بأن ( مانديلا ) كان من تلاميذك .. وأنك من المعجبين بـجيفارا .. وبعمرو دياب .. وبالإعلاميه .. هاله سرحان .. التي سبقت عصرها .. ولا بأس بأن تتطرق إلى حقوق الإنسان …
وخلك صاحي .. يا صاح .. لا تأتي بطاري حقوق الإنسان .. بأنها مستمده من شريعتنا الإسلاميه في جميع موادها منذ 14 قرن … وإلا ستكون ما عندك سالفه …..
شهريار : ولكن يا سيدتي .. لاحظت بأن الزعامات كثيره في هذه الأمه .. من مدعـّي السياسه والفكر والثقافه .. فلا مكان لي بين هذا الكم الهائل ….
وإذا ما إستمر الحال على ما هو عليه .. فقد يحتاج الأمر .. إلى ( شعوب ) لهذه الزعامات .. فمن أين لنا بــ( شعوب ) ؟؟
وشئ آخر .. وهو أني أجهل السياسه ولا أفهم في الإقتصاد ….
شهرزاد : .. بـــخٍ .. بـــخٍ .. وهل هؤلاء .. من اللذين نسمع جعجعتهم .. وتصريحاتهم .. هم أهل سياسه او إقتصاد ؟؟
.. إنه الإسترزاق .. وحب الشهره .. والفبركه .. لا أكثر ولا أقل …
شهريار :
داكـــــوغ ….. يعني .. فهمت ما تعنيه … ولكن كيف الوصول ؟؟
شهرزاد : الأمر سهل .. عليك أن تعارض .. ثم تعارض .. ثم تعارض .. ثم تتطاول وتتطاول .. وتزايد .. على حكومة بلادك .. لكي تتسلق من خلال التشدق والتملق ..
شهريار : لم أفهم …
شهرزاد : ( لأنك ثور ) .. قالتها همسا ….
سافسر ما لم تفقهه :
إذا كان برنامج حكومة بلادك .. فيه التحسين للأفضل .. فعليك أن تزايد على الحكومه .. أي .. إذا كان برنامج الحكومه للمواطن العزيز .. بأن تقدم له ( فيللا ) سكنيه .. وسيارة ( جمس ) .. وتساعد العزاب على الزواج .. فعليك أن تعترض وتزايد على الحكومه .. وتقول : على الحكومه أن تبني ( قصر ) للمواطن العزيز .. وسيارتين … وزوجه ثانيه ..!!!
شهريار : لا بأس بالقصر والسيارتين … ولكن زوجه ثانيه ….. أليست كبيره ( حبتين ) ؟؟
شهرزاد : لا لا ….. عليك أن تكون إنتهازي وميكافيلي .. وإلا كيف ستصبح معارض سياسي .. وزعيم … يا زعيم المستقبل …؟؟
شهريار : الآن لقد تفقهت على يديك .. زادك الله فقها .. أيتها الفقيهه .. ولكن متى أبدأ ؟؟
شهرزاد : أنت بدأت .. على كل حال .. مجرد ما تفوهت بمعارضتك على خطط ومواقف بلادك .. ولم يبقى عليك سوى ( تلميعك ) في إحدى القنوات المسمومه والمأجوره .. بمقابله أو مقابلتين .. تتشدق وتـُنـظـّر .. فيهما …
شهريار : كما تعلمين .. يا بعد عمري … أنا في الخطابه ( خووذ ولد ) .. ولكن التشدق والتنظير .. غريب علي ولم أتعود عليه .. !!
شهرزاد : .. يا حلـيلـك …
التشدق والتنظير السياسي … ليس صعباً .. ما عليك .. إلا أن تخلط الكلمات ببعضها .. لكي تسـّوقها على عامة الناس ..
بحيث تكون الألفاظ والمفردات من تراث ومعتقدات بلادك .. تمزجها مع بعض إيديولوجيات الغرب .. فقط
فعندما تتشدق بالإشتراكيه مثلا .. فعليك أن تقول أن الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري هو إشتراكي إسلامي …
وإن كتاب ( زبدة الأسرار ) للشيخ المتصوف المكاسارتي .. الذي يشرح فيه ( وحدة الوجود ) .. هو فكر مستنير وليبرالي ….. والحلاج .. كان شهيد فكره ومجتهد .. وإبن عربي .. كان نابغه زمانه ..
شهريار : ولكن هذه معلومات خاطئه ..
شهرزاد : يا ( عمي ) .. وهل أحد يدقق في ما يقوله أهل السياسه أو مدعي الثقافه ؟؟
المهم هو أن تتشدق .. وبس ..
شهريار : وأين المثقفين .. من هذا ؟؟ أليس فيهم ( مثقف ) رشيد ؟؟
شهرزاد : يا شهريار .. يا بعد طوايفي .. فالحال واحد .. هم يخربطون .. وانت تخربط .. وكلها خرابيط فلا مجال لهم عليك ..
لأن كل واحد من هؤلاء .. لديه ما يعريه فكريا .. فهم عباره عن ببغاوات .. يمزجوا أفكارغيرهم من الغرب .. ويرددوها بغباء ..
.. فالحداثه والحداثون نموذجا … والترميز على ثوابت عقيدتنا ما هي إلا ( حيونه ) فكريه ..
شهريار :
أنا حائر .. ولي إستفسار .. أرجو أن توضحيه ..
لماذا أنتِ .. متحمسه .. وتشجعيني لخوض هذا المعترك ؟؟
شهزاد : …. يا لغبائك .. يا شهريار … صحيح إنك على ( نياتك ) ..
.. عندما تضرب معاك .. ستصبح وزيراً أو زعيما سياسيا …. فأتزوجك .. وأصبح .. زوجة معالي الوزير أو زوجة الزعيم .. والكل يتناقل أخباري في المجتمع .. والكل يشير إلي : هذه زوجة معالي الوزيرأو زوجة الزعيم ..
وهذه الشهره .. تتيح لي فرصه بأن أكون من أهل الثراء .. بحيث مامن شركه .. تطرح أسهمها .. إلا وأنا من المؤسسين فيها ..
ويكفي إسم واحد من عائلة معالي الوزيرأو الزعيم .. لكي يـُقبل عليها الناس بالمساهمه فيها .. ومن ثم ترتفع قيمة السهم .. وبعد التخصيص … في الحال أبيع الأسهم .. قبل أن يكتشف صغار المساهمين .. بأن المؤسسين في غالبيتهم ( شله ) من الحراميه ..
شهريار : فهمت الآن هدفك وقصدك ..
كلٍ يغني على أسهمه ..
وبعد تنهيده عميقه من شهرزاد قالت :
آه من ( سهامك ) .. يا ( شوشو ) .. !!!
[ad_2]
المصدر الأصلي للموضوع