[ad_1]
من أولها أبدأ بقول الشاعر :
ما يعلم الشوق إلا من يكابده ** ولا الصبابة إلا من يعانيها
وقال آخر :
يلومونني في حب سلمى كأنما ** يرون الهوى شيئا تمنيته عمدا
ألا إنما الحب الذي صدع الحشا ** قضاء من الرحمن يبلو به العبدا
… تذكرت هذه الأبيات الشعريه عندما تعرفت على معاناة ( أحمد ) العاشق .. الذي لا ينام الليل إلا قليلا ..
والد ( أحمد ) صديق قديم لي .. للتو زرته في بلاده .. ومن بعد السلام والكلام .. سألته عن ولده أحمد .. فقال : ستعرف حالته عندما تراه ..
ثم شفت ( أحمد ) .. وبدا لي أنه غير أحمد الذي اعرفه .. شاحب الوجه عيون غائره وسارح الذهن .. وهذه الملامح لا تخفى على راعي كار ..
فقلت لــ( قيس ) هات سالفة ( ليلى ) التي مؤرقتك لعل الله يلهمنا أن نساعدك ..
فقال :
عرفتها أو لمحتها عندما كنت في زياره لبيت عمي .. وبيت ليلى مجاور لبيتهم .. ومن يومها دخلت شغاف قلبي وأستقرت ..
بحثت عن هاتفها وكلمتها عن ما في قلبي ورغبتي في خطبتها ..
فقالت أن لديها نفس الرغبه ولكن الأمر بيد والدها ولن تستطيع أن تخالف رأيه ..
هي في طور الماجستير في علم الحديث .. متدينه وتختم القرآن الكريم في كل 3 شهور مره .. وعن جمالها .. فالله الله على ما خلق وأبدع ..
تقدمت لخطبتها عن طريق والدي .. ولكن والدها رفض .. بسبب أنني لست أحمل الشهاده الجامعيه ..
وبعد خطبتي لها ورفض والدها .. تقدم لها أكثر من خاطب جامعي ورفضتهم ..
بعدها هددني والدها بأن أبتعد عن إبنته .. ويعلم الله أنني لم أقابلها على إنفراد سوى أنني كلمتها هاتفيا مره أو مرتين فقط ..
واليوم … ومن بعد 9 شهور من خطبتي لها المرفوضه ..
أنني على إستعداد أن أنتظرها من سنه إلى 10 سنوات .. على أمل الزواج .. بموافقة والدها .. وإن لم يكن لي فيها نصيب .. وأنقطع الأمل .. فلن أبقى هنا .. سأهاجر إلى الخارج ولن أعود .. إلى أن يندمل جرحي نحوها .. ولا أظن أنه سيندمل ..
أعرف ( أحمد ) أنه صادق في كلامه ومشاعره .. فهو راعي دين وليس من الشباب اللعوب ..
فتعاطفت معه .. وقلت له : يصير خير .. إن شاء الله ..
وجاء الخير بفضل الله ..
بأن أقنعت والده أن نذهب سويا لـوالد ( ليلى ) لعلنا نجد القبول والرضى .. بعد أن نستعين بالله .. وهكذا كان ..
فبعد مقابلتي لوالدها وحديثي معه .. وافق ..
وقبل خروجنا حددنا موعدا قريبا لكتب الكتاب ..
وقد شعرت بغبطه وفرحه بأن حقق الله لـ( أحمد ) ما تمناه ..
وقبل موعد كتب الكتاب بليله قلت لأحمد :
ودني لسوق الغنم فحفلة كتب الكتاب على حساب أخو بدوه .. أللي هو أنا الفقير إلى الله .. فقال أحمد : لأيش ( الخواريف ) .. هيكي حفله ما بدها خواريف يا عمو ..
بدها بوظه وشوية حلويات بس …
فقلت في نفسي .. والله هاذي فلة الحجاج :
لا مهر مقبوض ولا خواريف على قولة أحمد .. ولا طقاقات .. ولا صالة أفراح ..
ومثل كذا زواج .. كان مناسبا يتماشى مع الأحاديث الشريفه المتعلقه بالزواج :
فالخاطب أحمد .. راعي دين .. وليلى المخطوبه جميله كما وصفها أحمد .. ووضع عائلتها المالي ممتاز .. ومتدينه ..
أما حسبها .. فلو بحثت عنه لربما وجدتها ( كلبيه ) .. أي من قبيلة ( كلب )
القبيله العربيه المشهوره بنسبها وحسبها العريق .. والتي تقطن أطراف بلاد الشام ..
طيب …
لو أن أحمد العاشق .. لم ييسر له الله أمره .. وراح فيها وطي .. أي فارق هذه الحياة الفانيه متأثرا بجراحه ..
فهل يكون من أهل الشهاده ..
كما قال الحسن بن هانئ ( أبي النواس ) بقوله :
ولقد كنا روينا ***** عن سعيد عن قتاده
عن سعيد بن المسيب ***** إن سعد بن عباده
قال من مات مـُحبا ***** كان من أهل الشهاده
وكان الله في عون كل العاشقين .. أصحاب القلوب المشويه بنار الحـُب ..!!!
[ad_2]
المصدر الأصلي للموضوع